كيفية التعامل مع طفلك المراهق
سن المراهقة

أثناء تربية الأبناء يمر الوالدين بالعديد من المراحل مع الطفل ومن أصعب هذه المراحل هي مرحلة المراهقة والتي تؤثر على شخصية الطفل بشكل كبير، لهذا جئنا اليوم بتفاصيل كيفية التعامل مع طفلك المراهق

قد يكون التعامل مع الانفعالات العاطفية للمراهقين مفاجئ ومرهق لكل من المراهق أو المراهقة ووالديهما، حيث أن المراهق يكون قد نضج عاطفياً وقد يتأثر غالبًا بمشاعره، لكن كيف يمكن للوالدين المساعدة على مشاعر المراهقين؟ من خلال هذا التقرير نتعرف على الأساليب العملية للتعامل مع المراهقين.

خطوات لكيفية التعامل مع المراهق

قد تعتقد أن ابنك المراهق لا يعاني من ضغوط في الحياة فهذا غير صحيح، حيث أن الحقيقة هي أن المراهقين يعانون من الكثير من التوتر خلال هذه الفترة، ويكون لديهم قلق بشأن المدرسة والأصدقاء والعلاقات العاطفية والمستقبل والعديد من الأمور التي تدور في تفكيرهم، وقد يتسبب هذا للبعض منهم في مشكلات نفسية خطيرة مثل اللجوء إلى العنف أو الاكتئاب .

ويمكن للأمهات والأباء اللجوء إلى ثلاث خطوات بسيطة لمساعدة المراهق والسيطرة على ما يفكر فيه وتحميه من المخاطر النفسية.

خطوات لكيفية التعامل مع المراهق:

التعاطف مع المراهق

استمع إلى إبنك المراهق واكتشف ما يدور في عقله وتعرف على مشاعره واعتبر نفسك صديق مقرب له. وضع نفسك في مكانه، وهذا يساعد على فهم أفضل لمشاعر المراهق مما يتيح لك مساعدته بشكل أفضل.

مثلا إذا اشتكى ابنك أو بنتك المراهقة من كمية الواجبات المنزلية، فعليك أخباره "يبدو أنك متوتر للغاية ومثقل بالمسؤولية"، حتى وإن لم يكن لديه هذا الشعور، فسوف يسعى المراهق إلى تصحيح ذلك بالتعبير عن شعوره الحقيقي وقد يقول لك مثلا أنا لا أقصد ذلك بل أعتقد أنه ليس لدي ما يكفي من الوقت لإنجاز الواجبات المنزلية فقط"، وهذا سيساعد على فهم بعضكما البعض بشكل أفضل.

قم بطرح أسئلة قابلة للنقاش ثم قم بالتوسع في الحوار مع ابنك المراهق من خلال طرح أسئلة لا تنتهي بنعم أو لا. يمكنك استخدام هذه الأسئلة: (كيف تعتقد أنه يمكنك حل هذه المشكلة؟) أو (كيف شعرت بذلك؟)

الاستماع إلى المراهق

الاستماع إلى المراهق:

ربما تريد أن يتحدث ابنك المراهق معك أكثر عن حياته، إذا كان الأمر كذلك، فأنت بحاجة إلى الاستماع إليه بعقل متفتح، حيث أن خلق مساحة للتعبير عن الآراء والأفكار والمشاعر يجعل هناك اتصال بين وبين الطفل المراهق.

إذا كان المراهق يتحدث عن أشياء لا توافق عليها، فعليك بالحفاظ على هدوئك، حيث يجب ان تتجنب تعنيف المراهق أو التقليل من الأشياء التي يفكر بها ومن المحتمل أن تقمع طفلك من خلال القيام بذلك وسيكون أقل ميلًا للتواصل معك في المستقبل، وبدلاً من ذلك يمكنك مناقشة طفلك بكل هدوء والتحدث في الأسباب التي تجعل هذا التصرف غير مناسب.

إيجاد البدائل:

إذا كان ابنك المراهق يتحدث معك عن قراره الخاطئ، فساعده على فهم سبب كون القرار خاطئًا وما الذي يمكنه فعله إذا كان في موقف مشابه، واطلب منه إيجاد بدائل لذلك، وقم بدعمه ومدحه إذا قدم بدائل جيدة، ويمكنك تقديم بعض الاقتراحات بنفسك للطفل التي يمكن الاختيار من بينها.

تجنب السب والشتائم:

الأنماط السلوكية التي تقوم بها هي نفس الأنماط التي يتخذها المراهق فيما بعد فإن طفلك هو مرآتك، فلهذا عندما تكون غاضبًا من طفلك، ابذل قصارى جهدك للبقاء هادئًا والتحكم في انفعالاتك وسلوكك، مع الإبتعاد عن الكلمات الغير لائقة، وإذا كان المراهق يتحدث بعصبية فلا ترد عليها بنفس الطريقة وحافظ على مركزك الأعلى.

تعليم المراهق الإعتذار

الإعتذار:

يعلم المراهقون أن البالغين يرتكبون الأخطاء أيضًا، ولهذا عندما تخطأ في حق الطفل فيمكنك الاعتذار لطفلك وهذا لا يقلل من مصداقيتك، بل إنه يساعد على بناء علاقة أكثر احتراما، إذا أدرك ابنك المراهق أنك تعامله حقًا باحترام ومساواة، فسوف يحترمك أكثر، بالإضافة إلى يساعد على قدرتك في السيطرة على المراهق، ولهذا يعتبر الإعتذار نموذجًا يحتذى به ونموذجًا للمسؤولية تجاه المراهقين.

قبول تغيرات المراهق:

المراهقة ليست من الفترات السهلة، والتي يجب تقبله حيث أن المراهقون يعانون الكثير من التوتر، حيث يكبر الطفل وتكبر معه ضغوط المدرسة، والواجبات المنزلية، والأصدقاء، وأنشطة ما بعد المدرسة، وتتغير الشخصية كما كانت من قبل، كما يوجد تغيرات هرمونية وجسمانية،ولهذا يجب عليك وضع في اعتبارك الحالة النفسية للمراهق بعد حدوث كل هذه التغيرات.

التشجيع:

من المهم أن تتحدث مع المراهق عن فوائد التعبير عن مشاعره بدلاً من إخفائها، حيث أنه قد يكون هناك المزيد من الانفعالات العاطفية أو السلوكيات العدوانية، ولهذا يجب عليك التحدث معه أو معها وإذا لم يكن ليس لديه رغبة للتحدث معك، فشجعه على التحدث إلى صديق تثق به أو شخص بالغ مهم في حياته تثق به أيضًا.

شجع طفلك على ممارسة هوايات مثل الموسيقى أو الكتابة الإبداعية أو أحد أنواع الرياضة التي تسمح له بالتعبير عن نفسه بشكل مميز.

عدم مقارنة المراهق بالأخرين

عدم المقارنة بالآخرين:

تعتبر مقارنة الأطفال ببعضهم البعض طريقة غير صحيحة للأطفال والمراهقين والتي من من الممكن أن تسبب لهم في الأذى النفسي حيث يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال والمراهقين، وهذا قد يؤدي إلى الكثير من المشكلات النفسية، ولهذا من المهم احترام قدرات المراهق والعمل على تعزيزها بدون مقارنته بالآخرين.

تحمل المسؤولية:

امنح طفلك بعض من الحرية في اتخاذ قرار بشأن بعض مشكلاته، حيث أن الأطفال في هذا السن وعند دخولهم مرحلة المراهقة يكونون بحاجة إلى تحمل المسؤولية، لهذا يجب تركهم حتى يمارسوا بعض المهارات الحياتية ويمكنك مراقبته عن بعد.

على سبيل المثال يمكنك منح ابنك المراهق المسؤولية المالية لمدة أسبوع حيث يتمتع المراهقون بإدارة المدخرات وتعتبر فترة المراهقة هي أفضل وقت لتعلم لإدارة الأموال، فهذا أيضًا جزء من عملية التعليم المالي لطفلك. دع ابنك المراهق يختار الملابس التي يريدها إذا كانت لا تخالف المعايير الأخلاقية، حيث هذا يعتبر جزء من التعبير عن شخصيته.

ترك بعض الحرية للمراهق

ترك بعض الحرية:

 امنح المراهق بعض الحرية المقيدة مع عدم الاعتماد الكامل على الوالدين، حيث يمكنك التأكد من إعطائه مساحة كافية لينمو ويكتشف شخصيته ويكون بمفرده عند الحاجة. على الرغم من أهمية الحفاظ على اتصال قوي ، لا تخنقه بهذا الاتصال. كن على دراية بأهمية الحياة الاجتماعية لابنك المراهق من الآن فصاعدًا ودعه يقضي الوقت مع أصدقائه. تعرف على من يرتبط به وأين يذهب ؛ ولكن إذا كانت جديرة بالثقة ، فامنح ابنك المراهق بعض الحرية.

اطلب النصيحة:

يمكن طلب النصيحة من أخصائي نفسي أو إجتماعي لفهم سلوكيات المراهق وكيفية إدارة مشاعره أو إدارة الموقف، إذا كنت تعتقد أن مشاكل المراهق تنبع من مشاكل عائلية فيمكنك الحصول على مساعدة أحد أفراد العائلة، يمكنك التعرف على طرق أفضل للتواصل مع بعضكما وحل المشكلات العائلية.

مواضيع جديدة